لم يذكر المترجمون للسيد هاشم شيئاً عن نشأته العلمية وبداية مشواره التحصيلي، ومن أين بدأ وأين انتهى، إلا بعض المحطّات التي توقّف عندها. القدر المتيقن أنه ارتحل إلى النجف الأشرف وكان فيها (1063هـ) وأنه استجاز من شيخه فخر الدين الطريحي النجفي، كما ذكر هو نفسه. [1] وعلى أغلب الترجمات، درس السيد هاشم في بداية مسيرته في بلاده البحرين، ثم ارتحل إلى النجف، ولابد أنّ هذا يعني أنه تلقّى العلوم الدينية على أيدي علماء النجف الأشرف وتدرّج في مسالك العلم حتى استجاز من بعض فضلائها.

كما لم تذكر الترجمات كم كانت مدة بقائه في النجف، لكن الواضح أنّ له جولات ورحلات إلى أمهات المراكز العلمية والمعاهد الدينية في سبيل كسب العلم وتحصيل الكتب والمصادر لكتبه ومؤلفاته، حيث أنه بعد سفره إلى النجف الأشرف سافر أيضاً إلى مدينة مشهد المقدّسة (قبل 1097هـ) واستجاز في سفرته تلك من السيد عبد العظيم الأسترابادي. ويمكن معرفة ذلك من خلال تاريخ فراغه من تفسيره الموسوم بـ (الهادي ومصباح النادي) حيث فرغ منه في ذلك التاريخ، وذكر في آخره أنه استجاز من السيد الأسترابادي في مشهد المقدّسة. وكذلك سافر إلى شيراز التي كانت تُعرف حينها بدار العلم، ويبدو أنّ سفره هذا كان للبحث عن الكتب والمصادر لكتبه، وبهدف الإستجازة من علمائها. وفي 1093هـ كان في البحرين حيث أشار الى ذلك في نهاية كتابه (معالم الزلفى) وفراغه من الكتاب في هذا التاريخ.

وقد تلقّى السيد هاشم العلوم الدينية في مختلف المجالات على يد علماء أفاضل من أهل البحرين وخارجها، وكان يروي عنهم أيضاً، أشهرهم: السيد عبد العظيم ابن عباس الأسترابادي والشيخ فخر الدين بن طريح النجفي الرماحي. كان السيد عبدالعظيم بن السيد عباس الأسترابادي من أجلة تلاميذ الشيخ البهائي والمجازين منه. روى عنه السيد هاشم البحراني إجازة بالمشهد الرضوي المُقدّس، وقال في وصفه: السيد الفاضل التقي والسند الزكي. [2] ونصّ أيضاً على إجازته وقال: أخبرني بالإجازة عدّةٌ من أصحابنا منهم السيد الفاضل التقي الزكي السيد عبدالعظيم بن السيد عباس بالمشهد الشريف الرضوي على ساكنه وآبائه وأولاده أفضل التحيّات وأكمل التسليمات، عن الشيخ المتبحر المُحقّق مفيد الخاص والعام شيخنا الشيخ محمد العاملي الشهير ببهاء الدين. [3]

بينما الشيخ فخر الدين الطريحي النجفي الفقيه الأصولي اللغوي المُحدّث، وُلد بالنجف (979هـ) وتوفي بالرماحية (1085هـ). قال السيد البحراني ما نصه: أدركته بالنجف ولي منه إجازة. [4] وقد تخرّج على يديْ هذا العالم الجليل عدد من العلماء الأجلاء كما أجاز العديد من الأعلام العظام، منهم:

الشيخ سليمان الماحوزي المعروف بـ (المُحقّق البحراني)، وُلد ليلة النصف من شهر رمضان سنة 1075هـ وتوفي في اليوم السابع عشر من رجب سنة 1121هـ.

الشيخ علي بن عبدالله بن راشد المقابي البحراني وهو الناسخ لكتب أستاذه، منها حلية الأبرار وحُلية النظر نسخهما سنة 1099هـ، والنسختان بخطه في (المكتبة الرضوية) بمشهد المُقدّسة.

الشيخ محمد بن الحسن (الحُر العاملي) الفقيه المُحدّث الجليل صاحب (وسائل الشيعة). وُلد في دمشق سنة 1033هـ وتوفي سنة 1104هـ. قال في (أمل الآمل) في ترجمة السيد البحراني: رأيته ورويت عنه.

السيد محمد العطار بن السيد علي البغدادي وهو أديبٌ شاعر. وُلد في بغداد سنة 1071هـ وتوفي سنة 1171هـ، حيث قال الشيخ محمد حرز الدين في (معارف الرجال) قرأ على علماء عصره منهم السيد هاشم البحراني.

الشيخ محمود بن عبدالسلام المعني البحراني، الصالح الورع، قد عمَّر إلى ما يقرب مئة سنة، وكان حياً سنة 1128هـ ففي هذه السنة أجاز الشيخ عبدالله السماهيجي (المتوفى في 1135هـ). قال الشيخ البلادي في (أنوار البدرين) هذا الشيخ يروي عن جملة من المشايخ العظام كالسيد هاشم التوبلي، والشيخ الحُر العاملي.

الشيخ هيكل الجزائري الأسدي، أجازه السيد البحراني على نسخة من كتاب (الإستبصار) في التاسع من ربيع الأول سنة 1100هـ وعبّر عنه بقوله: الشيخ الفاضل العالم الكامل البهي الوفي.


[1] كتاب: حلية الأبرار في أحوال محمد وآله الأطهار
▪ تأليف: العلامة السيد هاشم التوبلاني
[2] كتاب: الهادي ومصباح النادي
▪ تأليف: العلامة السيد هاشم التوبلاني
[3] كتاب: تفسير البرهان
▪ تأليف: العلامة السيد هاشم التوبلاني
[4] كتاب: مدينة المعاجز
▪ تأليف: العلامة السيد هاشم التوبلاني

قَالوْا عَن العلَّامة التُوبْلاني

الشيخ عباس القُمّي
    

عَالِمٌ، فَاضِلٌ، مُدَقِّقٌ، فَقِيهٌ، عَارِفٌ بالتَفسِيرِ والعَرَبِيَةِ والرِجَالِ، مُحَدِّثٌ مُتَتبِعٌ للأخْبَارِ بِمَا لَمْ يَسبِقْ إِليهِ سَابِقْ.