اتّصف العالم الجليل العلامة السيد هاشم بعدّة صفات جعلته من العلماء الأخيار المُقتدى بخطهم، فقد شهد له الكثير من الناس عامةً ومن العلماء خاصة، أبرز تلك الشهادات: قال الشيخ يوسف البحراني: كان هذا السيد فاضلاً مُحدّثاً جامعاً مُتتبّعاً للأخبار بما لم يسبق له سابق سوى شيخنا المجلسي، وانتهت رئاسة البلد بعد الشيخ محمد بن ماجد المتقدم إليه، فقام بالقضاء في البلد وتولّى الأمور الحسبية أحسن قيام وقمع أيدي الظلمة ونشر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالغ في ذلك وأكثر، ولم تأخذه لومة لائم في الدين، وكان من الأتقياء المتورّعين شديداً على الملوك والسلاطين. [1]

قال الحُر العاملي: كان من جبال العلم وبحوره لم يسبقه سابق ولا لحقه لاحق في طول الباع وكثرة الإطلاع حتى العلامة المجلسي فإنه نقل عن كتبٍ ليس في البحار لها ذكر مثل كتاب ثاقب المناقب وبستان الواعظين وإرشاد المسترشدين وتفسير محمد بن العباس المهيار وتحفة الأخوان وكتاب الجنة والنار وكتاب السيد الرضي في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) وأمالي المفيد النيسابوري وكتاب مقتل الثاني للشيخ علي بن طاهر الحلبي وكتاب المعراج المصدوق وكتاب تولد أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي مخنف و تفسير السدى وغير ذلك. [2]

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (المتوفى في 1130هـ) عن العلامة السيد أنه: فقيهٌ، مُحدّثٌ، مفسّر، ورع، عابد، زاهدٌ صالح. كما قال الشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي (المتوفى سنة 1135هـ) عنه: وكان هذا السيد ورعاً، صالحاً، مُتتبّعاً للأحاديث غاية التتبُّع، له به إحاطة زائدة، وإطلاع شديد وقد جمع نحواً من أربعين كتاباً منها. أما السيد عبد الله الموسوي الجزائري (المتوفى سنة 1173هـ) فقال: ومثله القول بل أبلغ في مشاهير المرتبة الرابعة المتأخرة عن عصر الشهيد الثاني إلى عصرنا هذا فإنهم قد زادوا دقّة وشهرة على كثير ممنْ تقدّمهم، وقد بلغنا بالتسامع خلفاً عن سلف من ثقتهم وجلالتهم وضبطهم وعدالتهم ما جاوز حدّ الشياع وبهر الأسماع، كالشيخ والسيد هاشم العلامة.

قال الشيخ حسن الدمستاني (المتوفى في 1181هـ) عنه: السيد الهمام والسائق المقدام المدرك ببراهين النظر غاية المرام والبالغ للحفظ سيما للأثر حدّ الإبرام، حتى لو نودي الأحفظ للحديث أو مطلقاً تقدّم وحده وانضام الأصمعي وتقاعد ابن عقدة، سيدنا ومولانا السيد هاشم ابن السيد سليمان الحسيني البحراني التوبلي أهطل الله سبحانه عليه سحائب الرضوان وأسكنه فراديس الجنان، فإنه أرخى عنان القلم في ذلك الميدان فسبق فرسان ذلك الزمان وإن سبق بالزمان. أما السيد محمد بن السيد علي آل شبانة (المتوفى سنة 1173هـ) فقال: كان من جبال العلم وبحوره، لم يسبقه سابق ولا لحقه لاحق في طول الباع وكثرة الإطلاع، حتى العلامة المجلسي. وقال السيد إعجاز حسين الكنتوري (المتوفى في 1240هـ) أيضاً عنه: الفاضل العالم، الماهر المُدقّق، الفقيه العارف، المُحقّق السيد هاشم المعروف بالعلامة.

المُحدّث الميرزا حسين النوري (المتوفى سنة 1320هـ) قال عن التوبلاني: السيد الأجل المعروف بالعلامة، صاحب المؤلفات الشائعة الرائقة. وذكره ملا حبيب الكاشاني (المتوفى في 1340هـ) قائلاً: كان سيّداً زاهداً فاضلاً مُحدّثاً مُتتبّعاً في الأخبار. كما ذكره المُحدّث الشيخ عباس القُمّي (المتوفى سنة 1359هـ): عالم، فاضل، مُدقّق، فقيه، عارف بالتفسير والعربية والرجال، مُحدّثٌ مُتتبّعٌ للأخبار بما لم يسبق إليه سابق. وقال عنه في الفوائد الرضوية: السيد السند والركن المعتمد الفاضل العالم المُدقّق الفقيه الماهر المُحدّث الجامع المُتتبّع في الأخبار، صاحب المؤلفات الكثيرة النافعة التي تخبر عن كثرة اطلاعه وطول باعه.

أما الشيخ محمد حرز الدين النجفي (المتوفى في 1365هـ) فقال عنه: العالم الكبير، والمُحدّث المُحقّق النحرير، الكامل النبيل، والعارف المُتتبّع الجليل، المؤلف المُصنّف، صاحب المؤلفات القيمة الكثيرة، وكان مُقدّساً عابداً تقياً، بلغ في قداسته وتقواه وورعه مرتبة عالية سامية. قام بأعباء الرئاسة الدينية، كما ولي القضاء والأمور الحسبية، وسار سيرة حسنة مرضية في بلاده، فعكفت عليه الناس، والتفوا حوله بعد وفاة الشيخ محمد بن ماجد الشهير، فأخذ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بشدّة وإصرار، ولا تأخذه في الله لومة لائم أبداً. كما ذكره الميرزا محمد علي المدرس (المتوفى سنة 1373هـ) قائلاً: عالم، فاضل، مُدقّق، عارف، مُفسّر رجالي، مُحدّث مُتتبّع إمامي، وفي كثير تتبّعه يكون تالي المجلسي، وكل مؤلف من مؤلفاته يحكي عن مدى إطلاعه وكثرة تتبّعه. الشيخ آغا بزرك الطهراني (المتوفى في 1389هـ) قال عنه: السيد هاشم بن سليمان بن السيد اسماعيل، الفاضل الجليل المُحدّث الفقيه المعاصر الصالح الورع العابد الزاهد، المعروف بالسيد هاشم العلامة، من أهل بحرين، صاحب المؤلفات الغزيرة والمُصنّفات الكثيرة. [3]


[1] كتاب: لؤلؤة البحرين
▪ تأليف: الشيخ يوسف بن أحمد العصفور البحراني
[2] كتاب: أمل الآمل
▪ تأليف: الشيخ محمد بن الحسن المعروف بالحر العاملي
[3] كتاب: المزارات في البحرين
▪ تأليف: محمد باقر الناصري

قَالوْا عَن العلَّامة التُوبْلاني

الحُر العاملي
    

كَانَ - العَلامَة التُوبلانِيْ - مِنْ جِبالِ العِلمِ وبُحورِه لَمْ يَسبِقهُ سَابِقْ ولا لَحِقَهُ لاحِقْ فِيْ طُولِ البَاعِ وكِثرَةَ الإطّلاعِ حَتىْ العَلامَةُ المَجلِسيْ فإِنَّهُ نَقلَ عَنْ كُتُبٍ لَيسَ فِيْ البِحَارِ لَهَا ذِكرْ.